((ابوحمید))قصه قصیره




الفيضان تأخر، لم يجتح القرية هذه السنة، كان المزارعون فرحين، ولا أحد سأل عن "أبو حْمِيد" الذي يتقن صنع "الهيسية" عن طريق الحطب والأخشاب، لسد "العيله"، ودعمها بالأتربة والصخور بشكل غريب.

أبو حميد لديه كتفان عريضان، مع ذراعين ممتلئين، وقامة طويلة، وبشرة داكنة لوّحتها الشمس، أبكم، ولديه لوثة في عقله، يتسكّع في القرى والأودية على غير هدى، لا أحد يعلم من أين أتى هذا الرجل، وما هو أصله. يقول عنه "السيد عوفي" الطاعن في السن:

_ فتّشت عيني وشفت الرضعان تمشي وراه وتصيح:

«كِل المطايا شَيِّبَتْ

وأبو حْمِيد بَعدِهْ يَحَشْ »

ويستطرد سيد عوفي قائلا:


لقراة بقیه القصه اضغط علی (اکمال المطلب فوق الصوره)





ادامه نوشته

وطن وحبیبه((قصه قصیره))


من الجهة الشرقية بدأنا برحلتنا الودية

الترفيهية. عبرنا عدة أحياء ؛الخروسي و آخر

اُسفالت و مشعلي...حتى وجدنا مكاناً مناسباً

للعبِ والمرحِ على ساحل كارون. كان الفصلُ

خريفاً. وكانتْ رفيقتي عربية سمراء. ترتدي

ثياباً بيضاء ناصعة اللونِ. ترجلت من

السيارة، وماستْ بخفةٍ نحو المياه. هبتْ الريحُ.

تمازجا الريحُ مع السمراء. كان الزمانُ عصراً

اهوازياً مشمساً. تلامعتْ الثياب البيضاءُ اِثرَ

اَشعة الشمس، وذابتْ سُمرة الحلوة مع حرارة

الجو.كانتْ روحها ظامئة لكارون. فقفزتْ في

المياه القريبة، وركضتُ خلفها. مرة واحدة

وقفتْ، واَدارتْ وجهها نحوي، غمستْ يديها في

المياه، ملأتهما ماءاً ورمتني...وفعلتُ نفسَ

الشئ. واستدمنا دقائقَ لكي نتذوق طعم الماء

و رائحته ونضحك.. خرجتْ ذات الطول الرهيف

الميَّال من المياه، وصارت تكتبُ شيئاً على

الرمالِ بخطٍ كبيرٍ..اصابعها الصغار كانت

تـُصعِّب الكتابة، فتعود مرات لكي تكبِّر و

تعرِّض الخطَ..ومرة واحدة صاحتْ: آخ...آخ..

جُرحَ اِصبعي. لقد كانتْ زجاجة مكسورة

ومدفونة في الرمال..واستمرتْ تكتبُ و دمُها

ينزفُ...فتمازج دمُها الطاهرُ النقيُ مع رمال

كارون..وبعد دقائق رفعتْ رأسها وقالتْ:

اِقرءْ، فكانت قد كتبت عنواناً كبيراً؛

 الاهــــــــواز

الکاتب*علی عبدالحسین*